المملكة- تحولات تاريخية، إعلام متجدد، و "الوجهة" نحو العالمية

الكثير والكثير يمكن أن يُسطّر في وصف النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة، وهي نهضة راسخة تؤكدها الإنجازات الباهرة والمشاريع العملاقة، والنتائج المذهلة التي تجعل الحديث عنها توثيقاً أميناً للواقع، وتسجيلاً للتطورات الإيجابية الهائلة التي لم يشهدها تاريخ المملكة الحديث بهذا القدر من الزخم، وربما لم تشهدها أي دولة أخرى بمثل هذا الإتقان والسرعة. وبينما يشيد العالم أجمع بما تحقق على أرضنا، معتبراً إياه نموذجاً فريداً في التنمية المستدامة، وذلك بشهادة قادة الدول العظمى، والمنظمات والهيئات الدولية المرموقة في شتى ميادين التنمية، يصبح لزاماً علينا أن نوثق هذه المرحلة التاريخية الفارقة في مسيرتنا الوطنية، والتي تستحق الفخر والاعتزاز بين الأمم، وتستدعي أن تعلم الأجيال القادمة كيف استطعنا، بفضل رؤية حصيفة، أن ننطلق بتفكير إبداعي، ونتخطى الأساليب التقليدية في إدارة الدولة، لنحقق إنجازات ملموسة يشهدها العالم أجمع.

هنا، يطيب لنا الحديث عن الإعلام، هذا الإعلام الذي كان نمطياً وروتينياً عندما كانت خطواتنا تسير ببطء، ولكن عندما انطلقنا بمسيرة التغيير والتطور، كان على إعلامنا أن يتجدد بدوره، وأن يواكب التسارع الهائل الذي يشهده الوطن في جميع القطاعات، والإنجازات المتتالية التي تتحقق في شتى المجالات. وعلى الرغم من وجود بعض الملاحظات على أداء وزارة الإعلام، وهي في جوهرها ملاحظات بناءة تهدف إلى تحفيز الأداء وتبادل الأفكار والرؤى من أجل الوصول إلى مستويات أرقى، فإنه من العدل والإنصاف أن نشيد بالجهود المضنية التي تبذلها الوزارة لتكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، تماشياً مع أهداف الرؤية الوطنية الطموحة. ومع الإدراك الكامل لحساسية وتعقيدات العمل الإعلامي، إلا أن العمل جارٍ على قدم وساق لتقديم إعلام وطني نابض بالحياة، مع الاستمرار في إطلاق المبادرات الخلاقة لتطويره وتحديثه.

أقول هذا الكلام بعد مشاهدتي لفيلم وثائقي أطلقته مؤخراً مبادرة «كنوز السعودية»، وهي إحدى مبادرات وزارة الإعلام المتميزة، يحمل عنوان «الوجهة»، فيلم لا تتجاوز مدته 49 دقيقة، ولكنه يلخص ببراعة واحترافية سلسلة طويلة من الإنجازات التي جعلت من المملكة العربية السعودية وجهة عالمية مفضلة. يتميز الفيلم بالإيقاع السريع والمعلومات القيمة والأسلوب الذكي، بالإضافة إلى ابتعاده عن الإطناب والمبالغات. فيلم عملي يتماشى مع احتياجات الجمهور في هذا العصر، ويختصر رحلة إنجازات الرؤية التي رسخت مكانة المملكة كمركز جذب عالمي، وجعلتها جديرة بأن تكون وجهةً يقصدها الجميع.

هذا العمل الإعلامي المذهل يستحق الانتشار الواسع بكل اللغات وفي جميع أنحاء المعمورة، لأن لدينا اليوم ما نفخر به ونعرضه للعالم بكل اعتزاز. شكراً جزيلاً لمبادرة كنوز السعودية التي تعرض كنوز بلادنا بأسلوب ذكي ومبتكر، ونتطلع إلى المزيد من الأعمال الإعلامية المتميزة.